أغنية للوطن
ماذا تبقى من ضياء الصبح
فى عين الوطن
والشمس تجمع ضوءها المكسور
والصبح الطريد
رفات قديس يفتش عن كفن
النيل بين خرائب الزمن اللقيط
يسير منكسرا على قدمين عاجزتين
ثم يطل فى سأم و يسأل عن سكن
يتسول الأحلام بين الناس
يسألهم و قد ضاقت به الأيام
من منا تغير ..
وجه هذى الأرض .. أم وجه الزمن
فى كل يوم يشطرون النهر
فالعينان هاربتان فى فزع
و أنف النيل يسقط كالشظايا
والفم المسجون أطلال
وصوت الريح يعصف بالبدن
قدمان خائرتان , بطن جائع
و يد مكبلة .. وسيف أخرس
باعوه يوما فى المزاد بلا ثمن
النيل يرفع راية العصيان
فى وجه الدمامة .. والتنطع .. والعفن
ماذا تبقى من ضياء الصبح
فى عين الوطن ..
الان فوق شواطىء النهر العريق
يموت ضوء الشمس
تصمت أغنيات الطير .. ينتحر الشجر
خنقوا ضياء الصبح فى عين الصغار
و مزقوا وجه القمر ..
باعوا ثياب النهر فى سوق الخناسة
أسكتوا صوت المطر ..
فى كل شبر وجه ثعبان بلون الموت
ينفث سمه بين الحفر ..
فى كل عين وجه جلاد يطل ويختفى
ويعود يزأر كالقدر ..
صلبوا على الطرقات
أمجاد السنين الخضر
باعوا كل أوسمة الزمان البكر
عمرا .. أو ترابا .. أو بشر ..
أترى رأيتم كيف يولد عندنا
طفل وفى فمه حجر
لم يبق شىء للطيور
على ضفاف النيل
غير الحزن يعصف بالجوانح
زمن العصافير الجميلة قد مضى
وتحكمت فى النهر أنياب جوارح
زمن القراصنة الكبار
يطل فى حزن العيون ..
و فى انطفاء الحلم ..
فى بؤس الملامح ..